06-21-2014, 11:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله مقتبس من منتديات ستار تايمز
لم أكن أعرف طبيعة الحياة بأمريكا وخصوصا حينما أقرأ مواضيع لبعض معاناة إخواننا هناك، لكن بزيارة صديقي حميد لي وحديثه حول عيشه هناك، ادركت أن الأمور هناك أفضل بكثير مما نعتقده، فربما فشل البعض هناك ليس بالضرورة دليلا على بؤس الحياة بدولة من أقوى الدول في العالم، وخصوصا أن صديقي حميد صريح في قوله، لا يخفي شيئا عني، هو الآن اب لابنة جميلة، شاهدت فيديوهات لها وهي بالمنزل وخارجه أيضا، أحيانا أركز في مشاهدتي على المناظر المحيطة بها وعلى نظافة وأناقة الأماكن مما يغري المشاهد والله.
كنت أعلم أنني سوف أعود للكتابة فصرت أسأله عن كل كبيرة وصغيرة هناك، وقلت له كيف نوفق بين كلامك وبين ما يكتبه بعض إخواننا عن معاناتهم هناك؟ فكانت إجابته شافية بالنسبة لي حين قال إن العرب الذين يذهبون إلى أمريكا ويكترون بيتا ويوزعون أيام الطبخ بينهم وبعد العمل يعودون لنفس الحال لن يشعروا أبدا بأنهم قد تطوروا، وربما لن يستمروا هناك لأنهم بعيدون عن المجتمع الأمريكي، بينما الحال أن يندمجوا، وإن ارادوا النجاح أن ينفصلوا، وضرب مثلا بنفسه، فحينما هاجر لم يسكن مع العرب، بل مع أجناس أخرى، وقبل انتهاء السنة تزوج أمريكية، وهو الآن يعيش معها في هناء يجمعهما حب تلك الصغير التي سماها فاطمة على اسم أمه.
يفكر حميد الآن في أن يلحق به أمه وأباه، أما إخوته فكلهم تزوجوا، إنه يعتبر أمريكا أفضل دولة في كل شيء، قال لي إنه بمجرد أن وطأت قدمه مطارا بفرنسا في زيارته الأخيرة وتحديدا مطار باريس وجد امرأتين عربيتين يتشاجران على مقعد بالمطار، إحداهما تسب بالفرنسية والآخرى ترد عليها بالعربية، مشهد جعله يدرك الفرق الكبير بين أروبا وأمريكا، فقد عد المقاعد المخصصة للجلوس فوجدها 40 مقعدا، بخلاف مطار أورلاندو حيث يقطن هو، فبه عدد كبير جدا من المقاعد مما يستحيل معه أن ترى مسافرا واقفا، بل حينما احتاج شحن بطارية هاتفه لم يجد سبيلا لذلك بمطار باريس، في حين أن الأمريكان وفروا ذلك في مطاراتهم وبكثرة أيضا. إنهم حسب تعبيره يفكرون في القرون المقبلة ولا يبنون ويشيدون لأجل الحاضر فقط.
إن الأمور في امريكا في غاية التنظيم، يستحيل أن تجد ثغرة في تنظيمهم لأمورهم، ومن الأمور الجميلة التي اخبرني بها أنهم خصصوا مكتبا للأشياء الضائعة أي مفقودات الناس، فمن ضاعت منه حقيبة مثلا فليتوجه إلى ذلك المقر وهناك يقدم لهم الأوصاف فإن توفرت لديهم فإنه يأخذها وإن مرت 6 اشهر دون أن يسأل عنها فإنهم يضعونها للبيع وبثمنها يسددون اتعاب المكتب وغيره، والمواطنون لايبخلون في عمومهم بإيداع الأمانات التي عثروا عليها، فقد تربوا على الا يأخذوا ما ليس لهم، وهنا لا تهمنا الاستثناءات، بل يهمنا ما يفكر فيه اولئك رغم أنهم ليسوا مسلمين، وهذه الأمور هي من صميم ديننا وللأسف عمومنا لا يلتزم بها إلا من رحم ربي.
بصراحة لقد شوقني حميد لزيارة هذا البلد، فكلامه يجعل أروبا صغيرة في عينيك، فكيف ببلداننا الفقيرة؟؟، فيامن كتب الله له النجاح في القرعة، استغل الفرصة في العمل الجاد، وادرس ثقافة ذلك الشعب ليسهل عليك الاندماج، ولا تستمع لما يشاع من لدن الفاشلين، فحميد يخبرك أن لك حرية في التدين، والمسجد بقرب منزله، فأنت تحت مراقبتهم صحيح، لكن لن يمنعك أحد من الصلاة، بل هناك جمعيات اسلامية ويجمعون التبرعات من الأمريكيين أنفسهم لكن بمجرد أن تفكر في عمل ارهابي تجدهم فوق رأسك، ومن حقهم كما قال حميد أن يراقبونا لأننا شوهنا صورة الاسلام والمسلمين في كثير من المناسبات، فمسألة اللحية كما يقول حميد لن تمنعك من العيش ولن تسلب حقك، فحقوقك وواجباتك لن تمس مادمت تسير في طريق سليم.
علاوة على ذلك، ففي المحلات التجارية تجدهم يرحبون بك وكأنك أمير على رأسه تاج، وذلك لأنهم يقدرون أهميتك كزبون، وكثيرا ما تجد مستضيفة أنيقة وبابتسامة مشرقة لأجل أن تقتني شيئا، بخلاف بلداننا يستقبلك بعض البقالين والتجار بوجه عبوس، أو يسألك بغلظة ماذا تريد؟ وكأنه يريد ضربك.. وأما ما اشتريته مثلا فبإمكانك رده ولو بعد شهر إن لم يعجبك، وهنا قلت له إذن بإمكاني أن أشتري ملابس وبعدما أستفيد منها في مناسبة أردها وآخذ نقودي، فقال لي : إنهم يعلمون ألا أحد لديه الوقت لذلك وضرب لي مثلا بنفسه حينما اشترى من محل تجاري كؤوسا لمنزله فوجد زوجته قد اشترتها من قبل، فلم يجد الوقت ليردها إلا حينما خرج من بيته ذات يوم قبل موعد العمل بساعة وأكثر لأجل أن يكسب الوقت، وحينما ردها كان استقبالهم بنفس الحرارة، وقالت له السيدة: لا بأس في وقت آخر تقتني من عندنا.. فرغم أنه رد البضاعة إلا أن ذلك لم يؤثر على حرارة الاستقبال، وقس على ذلك بقية الأمريكيين الذين سيقتنون بنفس الطريقة..
خير كثير ينتظرك أيها الناجح في القرعة، وخصوصا إن كنت مثل حميد، فهو تجربة ناجحة بامتياز حتى اللحظة على الأقل، فاكتسابه للغة الانجليزية والألمانية والاسبانية والبرتغالية مكنه من العمل بمطار أورلاندون، وبدون لغة اكيد ستمل ويزيد الملل إن بقيت حبيس اللغة الأم رفقة زملائك في الغرفة كالطلبة، وصديق آخر لي هناك هاجر بالقرعة لكنه فاشل هناك، كل حياته العلب الليلية والخمر، وكلما أراد زيارة المغرب إلا واتصل بحميد كي يقترضه وكأنه لا يعمل، ويسكن رفقة مغاربة مثله أيضا ويتشاجرون على الطبخ ويسهرون الليل كله في التدخين والشرب.. فأنى لهؤلاء أن ينجحوا؟ إن النجاح لا يدق باب الكسلان، ولا تطأ قدمه بيت النعسان، فاستغلوا الوقت في التمكن من اللغة، ومن أراد عملا افضل فليتعلم أكثر من لغتين وهناك سيتولى أفضل المناصب، ولست في حاجة إلى أن أوصيك بدينك فمن المفروض ألا نقاش في هذا الأمر.
واسأل الله تعالى أن يوفق كافة المسلمين هناك للنجاح في الدنيا والآخرة،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم أكن أعرف طبيعة الحياة بأمريكا وخصوصا حينما أقرأ مواضيع لبعض معاناة إخواننا هناك، لكن بزيارة صديقي حميد لي وحديثه حول عيشه هناك، ادركت أن الأمور هناك أفضل بكثير مما نعتقده، فربما فشل البعض هناك ليس بالضرورة دليلا على بؤس الحياة بدولة من أقوى الدول في العالم، وخصوصا أن صديقي حميد صريح في قوله، لا يخفي شيئا عني، هو الآن اب لابنة جميلة، شاهدت فيديوهات لها وهي بالمنزل وخارجه أيضا، أحيانا أركز في مشاهدتي على المناظر المحيطة بها وعلى نظافة وأناقة الأماكن مما يغري المشاهد والله.
كنت أعلم أنني سوف أعود للكتابة فصرت أسأله عن كل كبيرة وصغيرة هناك، وقلت له كيف نوفق بين كلامك وبين ما يكتبه بعض إخواننا عن معاناتهم هناك؟ فكانت إجابته شافية بالنسبة لي حين قال إن العرب الذين يذهبون إلى أمريكا ويكترون بيتا ويوزعون أيام الطبخ بينهم وبعد العمل يعودون لنفس الحال لن يشعروا أبدا بأنهم قد تطوروا، وربما لن يستمروا هناك لأنهم بعيدون عن المجتمع الأمريكي، بينما الحال أن يندمجوا، وإن ارادوا النجاح أن ينفصلوا، وضرب مثلا بنفسه، فحينما هاجر لم يسكن مع العرب، بل مع أجناس أخرى، وقبل انتهاء السنة تزوج أمريكية، وهو الآن يعيش معها في هناء يجمعهما حب تلك الصغير التي سماها فاطمة على اسم أمه.
يفكر حميد الآن في أن يلحق به أمه وأباه، أما إخوته فكلهم تزوجوا، إنه يعتبر أمريكا أفضل دولة في كل شيء، قال لي إنه بمجرد أن وطأت قدمه مطارا بفرنسا في زيارته الأخيرة وتحديدا مطار باريس وجد امرأتين عربيتين يتشاجران على مقعد بالمطار، إحداهما تسب بالفرنسية والآخرى ترد عليها بالعربية، مشهد جعله يدرك الفرق الكبير بين أروبا وأمريكا، فقد عد المقاعد المخصصة للجلوس فوجدها 40 مقعدا، بخلاف مطار أورلاندو حيث يقطن هو، فبه عدد كبير جدا من المقاعد مما يستحيل معه أن ترى مسافرا واقفا، بل حينما احتاج شحن بطارية هاتفه لم يجد سبيلا لذلك بمطار باريس، في حين أن الأمريكان وفروا ذلك في مطاراتهم وبكثرة أيضا. إنهم حسب تعبيره يفكرون في القرون المقبلة ولا يبنون ويشيدون لأجل الحاضر فقط.
إن الأمور في امريكا في غاية التنظيم، يستحيل أن تجد ثغرة في تنظيمهم لأمورهم، ومن الأمور الجميلة التي اخبرني بها أنهم خصصوا مكتبا للأشياء الضائعة أي مفقودات الناس، فمن ضاعت منه حقيبة مثلا فليتوجه إلى ذلك المقر وهناك يقدم لهم الأوصاف فإن توفرت لديهم فإنه يأخذها وإن مرت 6 اشهر دون أن يسأل عنها فإنهم يضعونها للبيع وبثمنها يسددون اتعاب المكتب وغيره، والمواطنون لايبخلون في عمومهم بإيداع الأمانات التي عثروا عليها، فقد تربوا على الا يأخذوا ما ليس لهم، وهنا لا تهمنا الاستثناءات، بل يهمنا ما يفكر فيه اولئك رغم أنهم ليسوا مسلمين، وهذه الأمور هي من صميم ديننا وللأسف عمومنا لا يلتزم بها إلا من رحم ربي.
بصراحة لقد شوقني حميد لزيارة هذا البلد، فكلامه يجعل أروبا صغيرة في عينيك، فكيف ببلداننا الفقيرة؟؟، فيامن كتب الله له النجاح في القرعة، استغل الفرصة في العمل الجاد، وادرس ثقافة ذلك الشعب ليسهل عليك الاندماج، ولا تستمع لما يشاع من لدن الفاشلين، فحميد يخبرك أن لك حرية في التدين، والمسجد بقرب منزله، فأنت تحت مراقبتهم صحيح، لكن لن يمنعك أحد من الصلاة، بل هناك جمعيات اسلامية ويجمعون التبرعات من الأمريكيين أنفسهم لكن بمجرد أن تفكر في عمل ارهابي تجدهم فوق رأسك، ومن حقهم كما قال حميد أن يراقبونا لأننا شوهنا صورة الاسلام والمسلمين في كثير من المناسبات، فمسألة اللحية كما يقول حميد لن تمنعك من العيش ولن تسلب حقك، فحقوقك وواجباتك لن تمس مادمت تسير في طريق سليم.
علاوة على ذلك، ففي المحلات التجارية تجدهم يرحبون بك وكأنك أمير على رأسه تاج، وذلك لأنهم يقدرون أهميتك كزبون، وكثيرا ما تجد مستضيفة أنيقة وبابتسامة مشرقة لأجل أن تقتني شيئا، بخلاف بلداننا يستقبلك بعض البقالين والتجار بوجه عبوس، أو يسألك بغلظة ماذا تريد؟ وكأنه يريد ضربك.. وأما ما اشتريته مثلا فبإمكانك رده ولو بعد شهر إن لم يعجبك، وهنا قلت له إذن بإمكاني أن أشتري ملابس وبعدما أستفيد منها في مناسبة أردها وآخذ نقودي، فقال لي : إنهم يعلمون ألا أحد لديه الوقت لذلك وضرب لي مثلا بنفسه حينما اشترى من محل تجاري كؤوسا لمنزله فوجد زوجته قد اشترتها من قبل، فلم يجد الوقت ليردها إلا حينما خرج من بيته ذات يوم قبل موعد العمل بساعة وأكثر لأجل أن يكسب الوقت، وحينما ردها كان استقبالهم بنفس الحرارة، وقالت له السيدة: لا بأس في وقت آخر تقتني من عندنا.. فرغم أنه رد البضاعة إلا أن ذلك لم يؤثر على حرارة الاستقبال، وقس على ذلك بقية الأمريكيين الذين سيقتنون بنفس الطريقة..
خير كثير ينتظرك أيها الناجح في القرعة، وخصوصا إن كنت مثل حميد، فهو تجربة ناجحة بامتياز حتى اللحظة على الأقل، فاكتسابه للغة الانجليزية والألمانية والاسبانية والبرتغالية مكنه من العمل بمطار أورلاندون، وبدون لغة اكيد ستمل ويزيد الملل إن بقيت حبيس اللغة الأم رفقة زملائك في الغرفة كالطلبة، وصديق آخر لي هناك هاجر بالقرعة لكنه فاشل هناك، كل حياته العلب الليلية والخمر، وكلما أراد زيارة المغرب إلا واتصل بحميد كي يقترضه وكأنه لا يعمل، ويسكن رفقة مغاربة مثله أيضا ويتشاجرون على الطبخ ويسهرون الليل كله في التدخين والشرب.. فأنى لهؤلاء أن ينجحوا؟ إن النجاح لا يدق باب الكسلان، ولا تطأ قدمه بيت النعسان، فاستغلوا الوقت في التمكن من اللغة، ومن أراد عملا افضل فليتعلم أكثر من لغتين وهناك سيتولى أفضل المناصب، ولست في حاجة إلى أن أوصيك بدينك فمن المفروض ألا نقاش في هذا الأمر.
واسأل الله تعالى أن يوفق كافة المسلمين هناك للنجاح في الدنيا والآخرة،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
