11-15-2013, 11:22 AM
تفضل اخي adam
زواج المصلحة لإتمام أوراق الهجرة
السلام عليكم
ما حكم زواج المصلحة (أي شخص تزوج فتاة لإتمام أوراق للهجرة)؟ أرجو أن تكون فهمتم فكرة سؤالي.
الفتوى :
أجاب عن السؤال الشيخ/ د. عبد العزيز بن فوزان الفوزان (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية).
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
نعم لقد سؤالك، وقد سئلت عنه كثيراً، والجواب فيه تفصيل:
إن كان هذا الزواج فيه اتفاق بين الرجل والمرأة ووليها على أنه من أجل هذه المصلحة، بحيث إذا تمت له أوراق الهجرة فينتهي الزواج بالطلاق، أو ينفسخ تلقائياً عند انتهاء المدة المحددة، فهذا هو زواج المتعة، وقد أجمع العلماء قاطبة على تحريمه، لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال في فتح مكة: "كنت أذنت لكم في التمتع بالنساء، وإن الله حرم ذلك إلى يوم القيامة" فكانت المتعة حلالاً ثم حرمها الله –تعالى- تحريماً أبدياً، وعلى ذلك أجمع أهل السنة، وزواج المتعة هو الزواج الذي يكون إلى أجل محدد متفق عليه بين الطرفين، بين الولي والمرأة وبين الزوج، فهذا لا يجوز إذاً إذا كان هناك اتفاق، أو حتى كان هناك تواطؤ بينهما، بحيث تعرف المرأة أن الرجل يريدها لهذه الغاية، بحيث إذا انتهت أوراق الهجرة يطلقها، هذا هو نفس زواج المتعة؛ لأن التواطؤ مثل الاتفاق الصريح العلني، أما إن كانت المرأة تزوجت هذا الرجل على اعتبار أنه سيبقى زوجاً لها، وهذا الرجل في نيته أنه إذا تمت أوراق الهجرة فقد يطلقها ولا يريدها، فهذا هو الذي يسميه العلماء الزواج بنية الطلاق وهذا يكون لأغراض كثيرة، وهذه صورة ومثال من صور الزواج بنية الطلاق، وقد يكون أحياناً الشخص طالباً في جامعة أو مدرسة في بلد غير بلده ويظل هناك مدة تزيد عن سنة أو سنوات فيتزوج من أجل إعفاف نفسه، وهو عازم على أنه إذا انتهت مهمته سوف يطلق هذه المرأة، وقد يكون أقام هناك من أجل التجارة ونحوها، فتزوج من أجل إعفاف نفسه أو ما أشبه ذلك، هذا اختلف فيه العلماء قديماً وحديثاً؟، فذهب جماهير أهل العلم إلى أن الزواج بنية الطلاق جائز، قالوا: لأنه ليس متعة، والمتعة هي اتفاق بين الطرفين على توقيت الزواج، وهذا ليس فيه توقيت ولا اتفاق على ذلك ولا تواطؤ، وإنما هو نية في قلب الزوج لا تعلم عنه المرأة ووليها، والأمر الثاني قالوا: إن هذه النية قد تتغير ربما يكون تزوجها وهو ينوي إذا انتهت مهمته في هذا البلد أن يطلقها، ثم مع العشرة يحبها ويألفها فتظل معه طيلة حياتهما، فتتغير نيته بخلاف زواج المتعة أو الزواج المؤقت، فإنه إذا انتهى الأجل لا سبيل له عليها إلاّ بعقد جديد، فالفرق ظاهر بين نكاح المتعة والنكاح بنية الطلاق، بعض العلماء قالوا: إنه؛ يحرم لأنه بمعنى نكاح المتعة، وهو أيضاً من جهة أخرى يشبه نكاح التحليل، كأن يتزوج المرأة وهو لا يريد الزواج بها، وإنما ليحلها لزوجها فحرموه لهذين السببين، وكما أن هذا فيه نوع من التغرير للمرأة والغش لها، والخداع فهي تزوجته تريد زواجاً دائماً، والأصل في الزواج أنه يراد الاستمرار، والعشرة حتى الممات فكونه يتزوجها وتبقى مدة محدودة في ذهنه، وهو عازم على تطليقها بعد انتهاء غرضه في هذا البلد فيه نوع من الخداع والتغرير بالمرأة، لكن في الحقيقة من حيث الدليل يظهر لي أن الأقوى هو رأي الجمهور، وإن كنت أرى أن القول الثاني له وجاهة ظاهرة ولهذا أقول: إذا احتاج الإنسان بأن يعف نفسه في هذا البلد، خصوصاً في البلاد التي تتبرج فيها النساء، وتعظم فيها الفتنة، ويخشى الإنسان من الوقوع في الزنى، فأقول: لا حرج عليه إن شاء الله إذا تزوج بنية الطلاق؛ لأنه قد تتغير النية، وهذا يحصل كثيراً، لكنه أرى أن يتزوج بامرأة غير مسلمة، يتزوج بيهودية أو نصرانية بكتابية ممن أباح الله –عز وجل- النكاح بهن من العفيفات، فإن الأمر في حقهن أيسر لو طلقها فيما بعد، وربما إن شاء الله أن تسلم هذه المرأة، وتتغير نيته وتبقى معه مدة حياتهما.
إذاً الخلاصة نقول: إن كان هناك اتفاق وتواطؤ بين الزوج وبين المرأة ووليها، على أن هذا الزواج مؤقت حتى تنتهي أوراق الهجرة، فهذا قطعاً لا يجوز بإجماع العلماء؛ لأنه هو نكاح المتعة، أماّ إن كانت هذه نيته، ولا تعلم بها المرأة ولا أهلها، فإن المسألة محل خلاف والجمهور يرون الجواز، والله أعلم.
زواج المصلحة لإتمام أوراق الهجرة
السلام عليكم
ما حكم زواج المصلحة (أي شخص تزوج فتاة لإتمام أوراق للهجرة)؟ أرجو أن تكون فهمتم فكرة سؤالي.
الفتوى :
أجاب عن السؤال الشيخ/ د. عبد العزيز بن فوزان الفوزان (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية).
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
نعم لقد سؤالك، وقد سئلت عنه كثيراً، والجواب فيه تفصيل:
إن كان هذا الزواج فيه اتفاق بين الرجل والمرأة ووليها على أنه من أجل هذه المصلحة، بحيث إذا تمت له أوراق الهجرة فينتهي الزواج بالطلاق، أو ينفسخ تلقائياً عند انتهاء المدة المحددة، فهذا هو زواج المتعة، وقد أجمع العلماء قاطبة على تحريمه، لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال في فتح مكة: "كنت أذنت لكم في التمتع بالنساء، وإن الله حرم ذلك إلى يوم القيامة" فكانت المتعة حلالاً ثم حرمها الله –تعالى- تحريماً أبدياً، وعلى ذلك أجمع أهل السنة، وزواج المتعة هو الزواج الذي يكون إلى أجل محدد متفق عليه بين الطرفين، بين الولي والمرأة وبين الزوج، فهذا لا يجوز إذاً إذا كان هناك اتفاق، أو حتى كان هناك تواطؤ بينهما، بحيث تعرف المرأة أن الرجل يريدها لهذه الغاية، بحيث إذا انتهت أوراق الهجرة يطلقها، هذا هو نفس زواج المتعة؛ لأن التواطؤ مثل الاتفاق الصريح العلني، أما إن كانت المرأة تزوجت هذا الرجل على اعتبار أنه سيبقى زوجاً لها، وهذا الرجل في نيته أنه إذا تمت أوراق الهجرة فقد يطلقها ولا يريدها، فهذا هو الذي يسميه العلماء الزواج بنية الطلاق وهذا يكون لأغراض كثيرة، وهذه صورة ومثال من صور الزواج بنية الطلاق، وقد يكون أحياناً الشخص طالباً في جامعة أو مدرسة في بلد غير بلده ويظل هناك مدة تزيد عن سنة أو سنوات فيتزوج من أجل إعفاف نفسه، وهو عازم على أنه إذا انتهت مهمته سوف يطلق هذه المرأة، وقد يكون أقام هناك من أجل التجارة ونحوها، فتزوج من أجل إعفاف نفسه أو ما أشبه ذلك، هذا اختلف فيه العلماء قديماً وحديثاً؟، فذهب جماهير أهل العلم إلى أن الزواج بنية الطلاق جائز، قالوا: لأنه ليس متعة، والمتعة هي اتفاق بين الطرفين على توقيت الزواج، وهذا ليس فيه توقيت ولا اتفاق على ذلك ولا تواطؤ، وإنما هو نية في قلب الزوج لا تعلم عنه المرأة ووليها، والأمر الثاني قالوا: إن هذه النية قد تتغير ربما يكون تزوجها وهو ينوي إذا انتهت مهمته في هذا البلد أن يطلقها، ثم مع العشرة يحبها ويألفها فتظل معه طيلة حياتهما، فتتغير نيته بخلاف زواج المتعة أو الزواج المؤقت، فإنه إذا انتهى الأجل لا سبيل له عليها إلاّ بعقد جديد، فالفرق ظاهر بين نكاح المتعة والنكاح بنية الطلاق، بعض العلماء قالوا: إنه؛ يحرم لأنه بمعنى نكاح المتعة، وهو أيضاً من جهة أخرى يشبه نكاح التحليل، كأن يتزوج المرأة وهو لا يريد الزواج بها، وإنما ليحلها لزوجها فحرموه لهذين السببين، وكما أن هذا فيه نوع من التغرير للمرأة والغش لها، والخداع فهي تزوجته تريد زواجاً دائماً، والأصل في الزواج أنه يراد الاستمرار، والعشرة حتى الممات فكونه يتزوجها وتبقى مدة محدودة في ذهنه، وهو عازم على تطليقها بعد انتهاء غرضه في هذا البلد فيه نوع من الخداع والتغرير بالمرأة، لكن في الحقيقة من حيث الدليل يظهر لي أن الأقوى هو رأي الجمهور، وإن كنت أرى أن القول الثاني له وجاهة ظاهرة ولهذا أقول: إذا احتاج الإنسان بأن يعف نفسه في هذا البلد، خصوصاً في البلاد التي تتبرج فيها النساء، وتعظم فيها الفتنة، ويخشى الإنسان من الوقوع في الزنى، فأقول: لا حرج عليه إن شاء الله إذا تزوج بنية الطلاق؛ لأنه قد تتغير النية، وهذا يحصل كثيراً، لكنه أرى أن يتزوج بامرأة غير مسلمة، يتزوج بيهودية أو نصرانية بكتابية ممن أباح الله –عز وجل- النكاح بهن من العفيفات، فإن الأمر في حقهن أيسر لو طلقها فيما بعد، وربما إن شاء الله أن تسلم هذه المرأة، وتتغير نيته وتبقى معه مدة حياتهما.
إذاً الخلاصة نقول: إن كان هناك اتفاق وتواطؤ بين الزوج وبين المرأة ووليها، على أن هذا الزواج مؤقت حتى تنتهي أوراق الهجرة، فهذا قطعاً لا يجوز بإجماع العلماء؛ لأنه هو نكاح المتعة، أماّ إن كانت هذه نيته، ولا تعلم بها المرأة ولا أهلها، فإن المسألة محل خلاف والجمهور يرون الجواز، والله أعلم.