صدق لا إله إلا الله - نسخة قابلة للطباعة +- المفيـد (https://allmofid.com) +-- قسم : المنتديات الإسلامية على مذهب السنة و الجماعة (https://allmofid.com/forumdisplay.php?fid=13) +--- قسم : المنتدى الإسلامي العام (https://allmofid.com/forumdisplay.php?fid=15) +--- الموضوع : صدق لا إله إلا الله (/showthread.php?tid=4571) |
صدق لا إله إلا الله - الجامعةالدولية - 06-06-2015 صدق لا إله إلا الله أن العبد يسأل عن صدق لا إله إلا الله والفرق بين أهل الكلمة وأهل القول بالكلمة عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى فوربك لنسألنهم أجمعين قال عن لا إله إلا الله معناه عن صدق لا إله إلا الله والوفاء بها قال الحسن رضي الله عنه ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة قيل يا رسول الله ما إخلاصها قال أن يحجره عن محارم الله تعالى قال عليه السلام إن الله تعالى عهد إلي أن لا يأتيني أحد من أمتي بلا إله إلا الله لم يخلط بها شيئا إلا وجبت له الجنة قالوا يا رسول الله وما الذي يخلط بلا إله إلا الله قال حرصا على الدنيا وجمعا لها ومنعا لها يقولون قول الأنبياء ويعملون أعمال الجبابرة وثمرة هذه الكلمة لأهلها وأهلها من رعاها حتى قام بوفائها وصدقها ومن لم يرعها فليس من أهل لا إله إلا الله إنما هم من أهل قول لا إله إلا الله فأهل قول لا إله إلا الله من كان مرجعه إلى القول به والعمل بهواه وأهل لا إله إلا الله من كان مرجعه إلى إقامة هذا القول وفاء وصدقا قال عليه السلام لا إله إلا الله يمنع العباد من سخط الله تعالى ما لم يؤثروا صفقة دنياهم على دينهم فإذا آثروا صفقة دنياهم على دينهم ثم قالوا لا إله إلا الله ردت عليهم وقال الله تعالى كذبتم وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال قول لا إله إلا الله يرفع سخط الله عن العباد حتى إذا نزلوا بالمنزل الذي لا يبالون ما نقص من دينهم إذا سلمت دنياهم فقالوا ثم ذلك قال الله تعالى لهم كذبتم كذبتم وصدق لا إله إلا الله أن يقف ثم صنع الله تعالى وعند أمره كالعبيد أما صنعه فهو أحكامه عليك وتدبيره فيك مثل العز والذل والصحة والسقم والفقر والغنى وكل حال محبوب ومكروه فتقف هناك كالعبيد لا تعصى الله في جنب ما حكم عليك ودبر لك ويحكم به عليك وأما أمره فهو أداء الفرائض واجتناب المحارم فلا تعصيه في ترك فريضة ولا انتهاك محرم وهذا أدنى منزلة في صدق لا إله إلا الله لأنه بعد في حفظ الجوارح وأما المنزلة الأعلى أن يكون مع هذين حافظا لقلبه قد راض نفسه وماتت شهواته فما ورد عليه من أحكام الله تعالى رضي بها واهتشت نفسه إلى قبولها حبا له وإعظاما وما أعطي من الدنيا قنع بها وكان كالخازن الذي يعطيه مولاه شيئا يأتمنه عليه فهو يمسكها بالأمانة يرقب متى يومئ إليه حتى يبذلها تلجلج وما ورد عليه من أمره ونهيه أنفذ أن يلتفت إلى عوض عنها في عاجل أو ثواب في آجل فهؤلاء هم السابقون راضوا أنفسهم وفطموها عن الشهوات فلما جاءهم أمر الله وأحكامه انقادوا وذلت نفوسهم لأمره إعظاما لجلاله ذلة العبيد الذين قد استسلموا لسيدهم وهم المبهوتون في طاعة الله تعالى لا يفرقون بين أمور الدنيا والآخرة قد استوت عندهم لأنهم لله وبالله لا يخطر على بالهم ثم تصرفهم في الأمور اختيار الأمور والأحوال فإن كان في مرمة نفس أو إصلاح معاش فهو لله وإن كان في أمر الآخرة فهو لله تعالى معطلة كلها عبادة لمليكهم عبدوا الله بنومهم كما عبدوه بسهرهم وبأكلهم كما عبدوه بجوعهم وعبدوه بتناول الدنيا وأخذها كما عبدوه بتركها إنما نظرهم إلى تدبيره لهم فعلى أي حال سار بهم إليه ساروا طيبة بذلك نفوسهم حسنة أخلاقهم فإنهم نظروا إلى المقتصدين الذين لم يرضوا أنفسهم ولا فطموها عن الشهوات إلا أن خوف الوعيد حال بين نفوسهم وبين المعاصي فحجرهم عن أعمال أهل الهلكى وحملهم على أعمال أهل النوال لما أطمعوا من الثواب كفعل الدواب تتلكأ وتبطئ في السير حتى إذا أحست بالدنو من المنزل استقلت الحمولة وجدت للسير تحننا إلى الاوازي أو أحست بالسوط من راكبها فتهتاج في السير مجدا فهؤلاء قد استحيوا من أن يكون شبيها بهم وأن تكون عبادتهم طمعا في الثواب أو رهبة من العقاب فإن هؤلاء انقادوا لله تعالى من أجل نفوسهم وليس هذا بخالص العبودة إنما خالص العبودة لقوم هامت قلوبهم في حب الله تعالى وهامت في جلاله وعظمته فانبعثوا لأعمال البر شفوفا بهم لعلمهم أنه يحب ذلك وامتنعوا عن الآثام هيبة له وإجلالا لمعرفتهم أنه مساخطه ومكروهه فهذان الصنفان هم أهل لا إله إلا الله إلا أن أحدهما أعلى من الآخر ومن لم يكن فيه ذلك فهو من أهل قول لا إله إلا الله قال عليه السلام ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في القبور ولا في النشور كأني أنظر إليهم وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم وهم يقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن والناس في الحزن على درجات وكل يحمد الله على إذهاب حزنه فالمتقون حزنهم قطع النار وفوت الجنة ومجاهدة النفس أيام الحياة والصديقون حزنهم تقصير شكر ما لزمهم من العصمة والتوفيق بأن وفقهم للطاعات وعصمهم من الآثام فوجدوا أنفسهم مقصرين في شكره ينتظرون العفو والعارفون على صنفين وحزنهم على وجهين فصنف منهم حزنهم حزن العاقبة وهو الغالب على قلبه فإنه اشتاق إلى الله تعالى فرقي به إلى درجة الجلال والجمال فسكن شوقه لطعم لذة ما نال من القربة فمر في العبودة بقوة حظه من الجلال وعظم عمله لغد بقوة حظه من الجمال فهو مطمئن ساكن ولهذا قيل لواحد منهم أما تشتاق فقال إنما يشتاق الغائب فاستعظموا هذا وصيروه غاية الأمر ولا يعلمون أن وراء هذا درجة فيها تنافس الأنبياء والأولياء عليهم السلام المجذوبين المحدثين وهو حزن القلق فإنه يقلقل أحشاءهم إلى آخر رمق من الحياة حتى تخرج أرواحهم بغصة من الكمد لأنهم خلصوا إلى فردانيته وتعلقوا بوحدانيته فظمئت أكبادهم عطشا إلى لقائه وهذا هو الذي أقلق موسى عليه السلام حتى حمله على سؤال الرؤية ثم عاش أيام الدنيا عطشان إلى لقائه فمحال أن يستقر العارف حتى ينكشف له الغطاء يوم الزيادة ويصل إلى ما سأل كليم الله عليه السلام لأنه كلما ازداد العبد إليه قربا زاده مولاه دنوا فازداد هيمانا وولها حتى يقلق ويكمد ويحترق من نيران الشوق أ.هـ نوادر الأصول في أحاديث الرسول3/17-21 منقول الجامعة الدولية الالكترونية |