Oselni.com
تقييم الموضوع :
  • 0 أصوات - بمعدل 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
صدق لا إله إلا الله
#1
صدق لا إله إلا الله

أن العبد يسأل عن صدق لا إله إلا الله والفرق بين أهل الكلمة وأهل القول بالكلمة

عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى فوربك لنسألنهم أجمعين قال عن لا إله إلا الله معناه عن

صدق لا إله إلا الله والوفاء بها قال الحسن رضي الله عنه ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال

ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة قيل يا رسول الله ما إخلاصها قال أن يحجره عن

محارم الله تعالى قال عليه السلام إن الله تعالى عهد إلي أن لا يأتيني أحد من أمتي بلا إله إلا الله لم يخلط بها شيئا إلا وجبت له الجنة

قالوا يا رسول الله وما الذي يخلط بلا إله إلا الله قال حرصا على الدنيا وجمعا لها ومنعا لها يقولون قول الأنبياء ويعملون أعمال الجبابرة

وثمرة هذه الكلمة لأهلها وأهلها من رعاها حتى قام بوفائها وصدقها ومن لم يرعها فليس من أهل لا إله إلا الله إنما هم من أهل قول لا

إله إلا الله فأهل قول لا إله إلا الله من كان مرجعه إلى القول به والعمل بهواه وأهل لا إله إلا الله من كان مرجعه إلى إقامة هذا القول وفاء

وصدقا قال عليه السلام لا إله إلا الله يمنع العباد من سخط الله تعالى ما لم يؤثروا صفقة دنياهم على دينهم فإذا آثروا صفقة دنياهم

على دينهم ثم قالوا لا إله إلا الله ردت عليهم وقال الله تعالى كذبتم وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

لا يزال قول لا إله إلا الله يرفع سخط الله عن العباد حتى إذا نزلوا بالمنزل الذي لا يبالون ما نقص من دينهم إذا سلمت دنياهم فقالوا ثم

ذلك قال الله تعالى لهم كذبتم كذبتم وصدق لا إله إلا الله أن يقف ثم صنع الله تعالى وعند أمره كالعبيد أما صنعه فهو أحكامه عليك

وتدبيره فيك مثل العز والذل والصحة والسقم والفقر والغنى وكل حال محبوب ومكروه فتقف هناك كالعبيد لا تعصى الله في جنب ما

حكم عليك ودبر لك ويحكم به عليك وأما أمره فهو أداء الفرائض واجتناب المحارم فلا تعصيه في ترك فريضة ولا انتهاك محرم وهذا أدنى

منزلة في صدق لا إله إلا الله لأنه بعد في حفظ الجوارح وأما المنزلة الأعلى أن يكون مع هذين حافظا لقلبه قد راض نفسه وماتت

شهواته فما ورد عليه من أحكام الله تعالى رضي بها واهتشت نفسه إلى قبولها حبا له وإعظاما وما أعطي من الدنيا قنع بها وكان

كالخازن الذي يعطيه مولاه شيئا يأتمنه عليه فهو يمسكها بالأمانة يرقب متى يومئ إليه حتى يبذلها تلجلج وما ورد عليه من أمره

ونهيه أنفذ أن يلتفت إلى عوض عنها في عاجل أو ثواب في آجل فهؤلاء هم السابقون راضوا أنفسهم وفطموها عن الشهوات فلما

جاءهم أمر الله وأحكامه انقادوا وذلت نفوسهم لأمره إعظاما لجلاله ذلة العبيد الذين قد استسلموا لسيدهم وهم المبهوتون في طاعة

الله تعالى لا يفرقون بين أمور الدنيا والآخرة قد استوت عندهم لأنهم لله وبالله لا يخطر على بالهم ثم تصرفهم في الأمور اختيار الأمور

والأحوال فإن كان في مرمة نفس أو إصلاح معاش فهو لله وإن كان في أمر الآخرة فهو لله تعالى معطلة كلها عبادة لمليكهم عبدوا الله

بنومهم كما عبدوه بسهرهم وبأكلهم كما عبدوه بجوعهم وعبدوه بتناول الدنيا وأخذها كما عبدوه بتركها إنما نظرهم إلى تدبيره لهم

فعلى أي حال سار بهم إليه ساروا طيبة بذلك نفوسهم حسنة أخلاقهم فإنهم نظروا إلى المقتصدين الذين لم يرضوا أنفسهم ولا

فطموها عن الشهوات إلا أن خوف الوعيد حال بين نفوسهم وبين المعاصي فحجرهم عن أعمال أهل الهلكى وحملهم على أعمال أهل

النوال لما أطمعوا من الثواب كفعل الدواب تتلكأ وتبطئ في السير حتى إذا أحست بالدنو من المنزل استقلت الحمولة وجدت للسير

تحننا إلى الاوازي أو أحست بالسوط من راكبها فتهتاج في السير مجدا فهؤلاء قد استحيوا من أن يكون شبيها بهم وأن تكون عبادتهم

طمعا في الثواب أو رهبة من العقاب فإن هؤلاء انقادوا لله تعالى من أجل نفوسهم وليس هذا بخالص العبودة إنما خالص العبودة لقوم

هامت قلوبهم في حب الله تعالى وهامت في جلاله وعظمته فانبعثوا لأعمال البر شفوفا بهم لعلمهم أنه يحب ذلك وامتنعوا عن الآثام

هيبة له وإجلالا لمعرفتهم أنه مساخطه ومكروهه فهذان الصنفان هم أهل لا إله إلا الله إلا أن أحدهما أعلى من الآخر ومن لم يكن فيه

ذلك فهو من أهل قول لا إله إلا الله قال عليه السلام ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في القبور ولا في النشور كأني أنظر إليهم

وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم وهم يقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن والناس في الحزن على درجات وكل يحمد الله على

إذهاب حزنه فالمتقون حزنهم قطع النار وفوت الجنة ومجاهدة النفس أيام الحياة والصديقون حزنهم تقصير شكر ما لزمهم من العصمة

والتوفيق بأن وفقهم للطاعات وعصمهم من الآثام فوجدوا أنفسهم مقصرين في شكره ينتظرون العفو والعارفون على صنفين وحزنهم

على وجهين فصنف منهم حزنهم حزن العاقبة وهو الغالب على قلبه فإنه اشتاق إلى الله تعالى فرقي به إلى درجة الجلال والجمال

فسكن شوقه لطعم لذة ما نال من القربة فمر في العبودة بقوة حظه من الجلال وعظم عمله لغد بقوة حظه من الجمال فهو مطمئن

ساكن ولهذا قيل لواحد منهم أما تشتاق فقال إنما يشتاق الغائب فاستعظموا هذا وصيروه غاية الأمر ولا يعلمون أن وراء هذا درجة فيها

تنافس الأنبياء والأولياء عليهم السلام المجذوبين المحدثين وهو حزن القلق فإنه يقلقل أحشاءهم إلى آخر رمق من الحياة حتى تخرج

أرواحهم بغصة من الكمد لأنهم خلصوا إلى فردانيته وتعلقوا بوحدانيته فظمئت أكبادهم عطشا إلى لقائه وهذا هو الذي أقلق موسى

عليه السلام حتى حمله على سؤال الرؤية ثم عاش أيام الدنيا عطشان إلى لقائه فمحال أن يستقر العارف حتى ينكشف له الغطاء يوم

الزيادة ويصل إلى ما سأل كليم الله عليه السلام لأنه كلما ازداد العبد إليه قربا زاده مولاه دنوا فازداد هيمانا وولها حتى يقلق ويكمد

ويحترق من نيران الشوق أ.هـ نوادر الأصول في أحاديث الرسول3/17-21

منقول
الجامعة الدولية الالكترونية
الرد





المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة .
الموضوع : الكاتب الردود : المشاهدات : آخر رد
  حقيقة زواج عائشة رضي الله عنها بالنبي عليه الصلاة والسلام انيس 10 0 4,718 09-11-2017, 11:43 AM
آخر رد: انيس 10
  سبحان الله تجويد رائع جدا للشيخ القزابري ettaher 0 3,875 08-05-2015, 03:12 AM
آخر رد: ettaher
  الله الله الله أدخل وتمتع ولا تنسونا من خالص دعائكم ettaher 0 3,587 07-22-2015, 05:33 PM
آخر رد: ettaher
  حديث الرسول صلى الله عليه وسلم مع إبليس اللعين ettaher 0 4,509 07-22-2015, 01:08 AM
آخر رد: ettaher
  مشاء الله هذه هي اخلاق المسلمين // الجزائر mohamed sba 0 3,795 07-20-2015, 02:24 PM
آخر رد: mohamed sba

التنقل السريع :


يقوم بقرائة الموضوع: بالاضافة الى ( 1 ) ضيف كريم