Oselni.com
تقييم الموضوع :
  • 0 أصوات - بمعدل 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
نصيحة لي و لأخواني و أخواتي المقيمين في بلاد الكفار
#1
العنوان: كيف نعالج الآثار المترتبة على حياة أبناء المسلمين المقيمين في بلاد الكفر؟
الشيخ: محمد بن هادي المدخلي
القسم: وصايا ونصائح |
تاريخ الفتوى:
liqa_sh_muhammad_bin_haady_014_1.mp3
السؤال:
أول سؤال يقول: كيف نعالج الآثار المترتبة على حياة أبناء المسلمين المقيمين في بلاد الكفر؟

الجواب:
أول جواب أُقَدِّمه: أنه ينبغي لهؤلاء الإخوان ألَّا يَبْقَوْا في بلاد الكفر، ويُهاجروا إلى بلدان المسلمين، لأن بقاءَكَ في بلد الكفر يَتَرَتَّب عليه مفاسد عظيمة في الدِّين والدنيا، فأمَّا في الدين فانسلاخ الجيل من أبناء المسلمين هناك من الدين، لأن أبواب الشر مفتوحة والطُرق إليها مُشْرَعة، والقوانين تحمي من أرادَ أن يَتَفَلَّت، فإذا بَلَغَ ابنك إلى الثامنة عشر ليست لكَ ولاية عليه، أراد أن يَكْفُر يَكْفُر، أراد أن يَفْجُر يَفْجُر، وإن أنتَ أردت منه غيرَ ذلك، وتريد أمره على الحقِّ والهدى سجنوك أنتَ، وهذا أنتَ الذي جَنَيْتَهُ على نفسك؛ فتستاهل الذي يأتيك، أنتَ الذي عَقَقْتُهُ صغيرًا، وتركته بين الكفار يعيش.

ثانيًا: الولاء والبراء لا يتحقق إلَّا بترك بلاد الكفر والهجرة إلى بلاد الإسلام، والبقاء في بلاد الإسلام لو تأكل الملح فقط خيرٌ لكَ من أن تبقى في بلاد الكُفَّار ولو تأكل العنب والزبيب مع العسل والسَّمْنِ والحلوى؛ لأن هُنا سلامة الدِّين في بلاد المسلمين، وهناك ذهاب الدِّين، وإذا ذَهَبَ الدين فلا تسأل عن المَرْءِ بعد ذلك، والنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول : ((أَنا بَرِيءٌ مِن مَسلِم بَات بَين ظهرَاني الْمشرِكِين، لا تراءى نارهما)) يعني: نار المسلم ونار الكافر لا ينبغي أن تَتَراءى، إذا وقفت بباب بيت المسلم وأشعل ناره فلا ترى نار الكافر، والمعني بذلك: أنَّك تبتعد عنه حتى لا تراه، فكيف بك وأنت تسمع مثل هذا تقيم بين ظهرانيهم؟! ولْيُعلم أنَّ الهجرة لم تنقطع، فإن الهجرة لا تنقطع حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مَغْرِبِها، ولْيُعلم أنه يقبل من العبد التوبة ما لم يُغرغر، فالتوبة لها أمدان أجلان؛ عامٌّ وخاص، أمَّا العام فهو لجميع الناس، وهذا إذا طلعت الشمس من مغربها .

وللقيامة آيات إذا وجبت *** فليس من توبة تجدي وتلتحد

من ذاك أن تستبين الشمس طالعةً *** من حيث مغربها والكلُّ قد شَهِدوا

﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾، فَسَّر ذلك النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- بأنه طلوع الشمس من مغربها، فإذا طلعت الشمس من المغرب فلا توبةَ لأحدٍ حينئذٍ، أمَّا الأمد والأجل الخاص في حقِّ كُلِّ واحد فهو الموت تُقبل التوبة من أحدنا ما لم يغرغر، إذا بلغت الروح الحلقوم وحشرجت النفس تريد الخروج فلا نفع حينئذٍ، ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّـهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَـٰئِكَ يَتُوبُ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١٧﴾ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ﴾ ما ينفع، قال - جلَّ وعلا- لفرعون لما أدركه الغرق ورأى العذاب والهلكة؛ ﴿قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَ‌ائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ قال الله له: ﴿آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٩١﴾ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾، فالتوبة عند نزول الموت ومعاينة العذاب لا تنفع صاحبها، فلا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها هذا الأمد الأجل الحد العام لجميع الناس، فالهجرة باقية ما بَقِيَ هذا الموعد لم يأتِ، فعلى إخواننا وأنصح لهم جميعًا؛ أن يهاجروا إلى بلاد الإسلام ما استطاعوا، والذي لا يستطيع فهذا الله يعذره، أمَّا أن يترك بلاد الإسلام ويذهب إلى بلاد الكفر لأجل الدولار واليورو؛ فهذا قد باعَ دينه بِدُنياه وللأسف، وللأسف أنَّ المفاهيم انعكست اليوم وانتكس الناس، فيُسَمُّون المسلم الذاهب إلى بلاد الكفر مُهَاجرًا، وهذا من مغالطة الإعلاميين المستغربين، أو المسلمين الجهلة؛ لأن الهجرة لا تُطلق إلَّا على من هاجر من بلد الشرك إلى بلاد الإسلام، أمَّا أن يذهب من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر هذا ما هو مهاجر، هذا آبق، باعَ دينه بدنياه نسأل الله العافية والسلامة، فهذا الذي أنا أنصح به أحبتي أولًا.

ثانيًا: سمعتم الكلام الأول ففيه إشارة إلى ذلك؛ الذي أوصي به أن يتعاون المسلمون في بلاد الغرب، في بلاد الكفر، الشرق والغرب، يتعاونوا على تنشئة أبنائهم التنشئة الإسلامية الصحيحة، وذلك بتعهّدهم بفتح المدارس الخاصة لهم، التي يتعلمون فيها الإسلام والقرآن، فيعرفون الدِّين ويتحصنون به، فلا يستجيبوا للكفار وإن كان في ذلك صعوبةٌ أيُّما صعوبة، وقد رأيت ذلك، ومن رأى ليس كمن سَمِع، والنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: ((لَيْسَ الْخَبَرُ كالْمُعَايَنَةِ))، وأقول بِكُلِّ مرارة للأسف؛ رأينا في بعض البلدان من الغرب بعض أبناء المسلمين أحق من أبناء الكفار، والله الذي لا إله غيره، أخس وأحط من أولاد الكفار ذكورًا وإناثا، رأيتُ ذلك بأمِّ عيني، فأسأل الله - جلَّ وعلا- أن يُعِينَ إخواننا المسلمين في بلاد الكفار للمهاجرة من هناك.

وأذكر لكم آخر ما سمعته اليوم، إذ الآن في فرنسا اليوم هو اليوم العالمي للأُسرة يعني الأسرة المسلمة مع من حولها - يعني مع النصارى ومع غيرهم-، ومن ذلك البلاء – للأسف- والمُتَحَدِّث مسلم ويَتَحَدَّث عن الإسلام، ويَتَحَدَّث عن المسلمين، إذ طُرِحَ عليه من الصحفي أو الصحفية – لا يَهُم-، طُرِحَ عليه سؤال: كيف تعاملكم مع قانون زواج المِثْلِيين، فقال: للأسف صدر قانون ونحن معه ما عندنا اعتراض عليه، يعني بكرة ولده يتزوج بولد، وبنته تتزوج ببنت، وما شاء الله، هلُمَّ جرًّا، للأسف، ولا أريد أن أذكر أكثر من هذا، يكفي هذا، فهذا سمعته اليوم في الأخبار السادسة بعد الفجر، فإذا كان ولدك خَرَج من عندك، وقد فَسَدَ دينهُ ثُمَّ لَحِقَ بذلك فساد خُلقه، هل تستطيع في تلك البلاد أن تردعه؟ أنا أسألكم –والجواب من أهل ألمانيا أنتظره ابتداءً- تستطيع أن تزجرهُ؟ لا تستطيع، القانون معهُ، يكلبشونك أنت ويحطونك في السِّجن، لأنك ضد الحريات، أليس كذلك؟ هذا هو، فيا مصيبتاه! ويا أسفاه كُلَّ الأسف على من يرضى لنفسهِ أن يعيش في تلك البلاد، أفقر بلاد المسلمين خير من بلاد الكفار، وأيَّ بلد من بلاد المسلمين ترى فيها شيئًا من الفسق والفجور خيرٌ من بلاد الكفار؛ لأن الأساسيات هذه ينكرونها، الأساسيات التي عند الكفار، ومنها هذا الانحراف ينكرونه لا يُقِرُّونه؛ لأنه عندهم لا تزال الإنسانية، أمَّا هؤلاء فوصلوا إلى درجة الحيوانية - عياذًا بالله من ذلك-.

فأسأل الله - جلَّ وعلا- أن يعين أبناءنا، إن جئت تُحَجِّب ابنتك آذوك! إن جئت تراقب أسرتك، آذوك! فماذا تعمل إذًا؟ نسأل الله - جلَّ وعلا- أن يعين، فأنا أقول لأبنائي وأَحِبَّتي المقيمين في بلاد الكفار؛ هذا الذي سمعتموه.
الرد



#2
ربي يبعد عليكم الفتن أخي الفاضل
لكل شيء إذا ما تمّ نقصان .... فلا يغّر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ .... من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ
الرد



#3
أمين ربي بيعدها علينا و عليك و على جميع المسلمين
بارك الله فيك <!-- sSmile --><img src="{SMILIES_PATH}/icon_e_smile.gif" alt="Smile" title="مبتسم" /><!-- sSmile -->
الرد





المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة .
الموضوع : الكاتب الردود : المشاهدات : آخر رد
  لمن ابتلي بالقول بان الكفار أخلاقهم أفضل من أخلاق المسلمين Mohamed13 2 6,587 06-10-2014, 10:27 PM
آخر رد: Mohamed13

التنقل السريع :


يقوم بقرائة الموضوع: بالاضافة الى ( 1 ) ضيف كريم