Oselni.com
تقييم الموضوع :
  • 1 أصوات - بمعدل 5
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ذكرى التمكين للرسول الكريم: فتح مكة
#1
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني أخواتي، السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
في مناسبة عظيمة كهذه لم يسعني أن أمر عليها دون أن أضيئ نجمة في منتدانا الغالي، الذي تميز عن غيره بأن لا يقدم لأعضائه، و زواره إلا ما ينفعهم، ويزيد في فقههم لدينهم الذي إرتضاه الله لهم. لا ما يصرفهم إلى معصية الله أو إضاعة الوقت فيما لا ينفع، و حشو المنتدى بما يصرف الناس عن الغاية.
ليعذرنا إخواننا في تدخلاتنا فهي من باب الواجب، و المسؤولية الملقاة على عاتقنا، و لا يتصور أحد أن نهينا عن المنكر بالتي هي أحسن، و بإخفاض جناحنا للمؤمنين هي من باب الضعف، بل هي الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن.


[صورة: 1030-417910008316598-639213382-n.jpg]

يقول الله تعالى في محكم التنزيل :بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون" الآية 56 و 57 من سورة الذاريات.
إخواني أخواتي، في الحديث الصحيح:"عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت"
و يقول أيضا: في " صحيح البخاري " ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم".
إذا إخواني أخواتي، تحروا فيما تقدموه لإخوانكم و أخواتكم، فإن الله تعالى يقول بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا" (5) سورة الأحزاب.

المناسبة العظيمة التي لا يمكننا أن نغفل عن ذكراها هي فتح مكة في اليوم العشرين من شهر رمضان من العام الثامن للهجرة.
يقول الدكتور ر السرجاني في وصف لحظات هذا الفتح المبين:
ولعل هذه هي لحظات السيرة النبوية التي مسحت آثار رحلة طويلة من المعاناة والألم، وهي اللحظة التي انتظرها المسلمون أكثر من عشرين سنة، وهي اللحظة التي سيحكم فيها حرَمُ الله بشرع الله ، فقد مرت ثلاث عشرة سنة متصلة في مكة من الألم والتعذيب والاضطهاد.

أين أولئك الساخرون من الإسلام؟

وأين أولئك المتهكمون على رسول الله ؟

وأين الذين كانوا يقولون: شاعر أو مجنون؟

وأين الزعماء والأسياد والأشراف والقوّاد؟

وأين الجبابرة والطواغيت؟

لا تسمع منهم اليوم إلا همسًا. ولا شك أن الرسول صلى الله عليه و سلم وهو داخل إلى مكة كان يستعرض شريطًا للذكريات مرَّ على ذهنه ، وهو يدخل مكة بهذا الدخول العظيم الفاتح؛ فهنا كانت الطفولة والشباب، وهنا نزل عليه جبريل للمرة الأولى، وهنا كانت خديجة رضي الله عنها، إنها ذكريات سنوات طويلة من الآلام والآمال، هنا مرت لحظات سعيدة على المسلمين؛ يوم أسلم الصِّدِّيق، ويوم أسلم عمر، ويوم أسلم عثمان، وعلي، وحمزة، وأبو عبيدة، وسعد، وهنا دار الأرقم بكل ذكرياتها الجميلة، وهنا في الوقت ذاته الصبر والكفاح، ومن هنا خرج المهاجرون إلى الحبشة، ومن هنا خرج المهاجرون أيضًا إلى المدينة المنورة، ومن هنا خرج الرسول صلى الله عليه و سلم وصاحبه الصديق رضي الله عنه في هجرة صعبة وفي مطاردة شرسة، وزعماء الكفر جميعًا قد جمعوا أنفسهم لحربه أو لقتله، وكانت مكة أحب البلاد إلى قلبه: فقد قال حين غادرها "وَاللَّهِ إِنَّكِ لأَحَبُّ بِلاَدِ اللَّهِ إِلَيَّ، وَلَوْلاَ أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ"

ومرت السنوات بالأحداث الساخنة والصعبة والكفاح، ولكن مكة ما غابت عن الذهن لحظة واحدة، والآن تحقق حُلم السنين، وأصبح الأمل واقعًا، وصار الحلم حقيقة؛ إذْ كان كثير من الناس يرون أن هذا الأمر مستحيل، بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} [فاطر: 44].

إنه نصرُ الله وتدبيره، والرسول صلى الله عليه و سلم لم يدخل مكة دخول المنتصرين المتكبرين، رافعًا رأسه، متعاليًا على غيره، ناسبًا النصر لنفسه، بل إنه دخل مكة دخول المتواضعين لله ، الخاضعين له، وخفض رأسه في تواضع حتى كادت أن تمسَّ رأسه دابته، ودخل وهو يتلو سورة النصر، يذكِّر نفسه ويذكّر المؤمنين حوله ويذكّر المؤمنين إلى يوم القيامة، بل يعلِّم الناس جميعًا أن النصر من عند الله تعالى، وأنه إذا قضى شيئًا لا رادَّ لقضائه: بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمان الرحيم {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا(3)} [النصر: 1- 3].


[صورة: 38304.jpg]

وسار الموكب المهيب الجليل حتى دخل صحن الكعبة؛ ليبدأ الرسول ، ومن اللحظة الأولى في إعلان إسلامية الدولة، وربانية التشريع؛ ليرسخ القاعدة الأصيلة: بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ للهِ} [الأنعام: 57].

ونسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين، وأن يرفع رايات الموحدين، وأن يرينا يومًا تفتح فيه بلاد الأرض بالإسلام، ويظهر فيه الدين، ويعز الله فيه المسلمين، ويذل فيه المشركين، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.
تقبل الله صيامنا و قيامنا، و حشرنا في زمرة المرضي عنهم، و ادخلنا جنته من باب الريان، و السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته.
الحكمة ضالة المؤمن.....

https://www.facebook.com/fatawacheikhAbuabdessalem
الرد





الردود في هذا الموضوع
ذكرى التمكين للرسول الكريم: فتح مكة - بواسطة dr.mounir - 07-17-2014, 06:14 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة .
الموضوع : الكاتب الردود : المشاهدات : آخر رد
  ذكرى الإسراء والمعراج Hayat 5 10,108 05-28-2014, 09:03 AM
آخر رد: süheyla.yildiz

التنقل السريع :


يقوم بقرائة الموضوع: بالاضافة الى ( 1 ) ضيف كريم